لا تغلقوا الحدود بوجه اللاجئين!

رسالة عاجلة إلى الاتحاد الأوربي البرلمان الأوربي

إنّ مأساة موت اللاجئين الجماعي، على حدود أوربا وفي مياه البحر الأبيض المتوسط، هي نتيجة مباشرة لسياسة غلق الحدود بوجه أناس أُحيلت حياتهم إلى ميدان للصراعات والنزاعات المسلحة الدموية، وإلى اضطراب وجحيم يكتوون به يومياً. تضع هذه الكارثة التي يواجهها اللاجئون حكومات أوربا أمام مسؤولية كبيرة، وإنّ عدم اتخاذ اجراءات فورية وعاجلة وعملية، وتجاهل الدول الأوربية وتهربها لا تضع الديمقراطية وحقوق الانسان والمعايير والقوانين المدنية الأوربية تحت طائلة السؤال فحسب، بل تسجل عاراً كبيراً على السلطات الحاكمة في أوربا.

لم تعطِ ردود فعل البلدان الأوربية حتى الآن أية نتائج عملية لإنقاذ أولئك الناس من براثن الموت والضياع. تتصاعد أعداد اللاجئين الذي يتعرضون للموت، ولكن ورغم مظاهر الموت الجماعي، فإنّ موجات هجرة سكان الشرق الأوسط وشمال افريقيا في ازدياد. وإن دول أوربا والغرب التي تتغنى بحقوق الانسان، لم تطرح حلاً واقعياً لمواجهة الموت الجماعي للاجئين. وإن دول أوربا وأمريكا تتجاهل حقيقة أن جزءاً مهماً من أسباب تلك الكوارث، التي أدت إلى هجرة اللاجئين، هي سياساتها في الشرق الأوسط.

إن القسم الأكبر من أولئك اللاجئين هم من سوريا وأفغانستان والعراق وليبيا.. وهم ضحايا بشكل مباشر للتدخلات السياسية والعسكرية لأمريكا وبلدان أوربا ومساندتها للحكومات والسلطات الميليشية والقمعية المعادية للإنسان والتي أُلبست ثياب الديمقراطية في الشرق الأوسط، وفي جوهرها هي ليست سوى جماعات قومية واسلامية مجرمة. وإن الأنظمة التي وُضعت في هذه البلدان لم تتنصل عن أية مسؤولية تجاه حياة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها فحسب، بل جرت المجتمعات نحو جحيم من الصراع والاقتتال بين الجماعات الميليشية الدينية والقومية والقوى الاسلامية الرجعية من أمثال داعش. والحقيقة هي أنهم أغرقوا هذه المجتمعات في دوامة انعدام الأمن والفوضى من الناحية السياسية والاقتصادية ولم يبقوا فيها ظرفاً ملائماً للحياة. وهذا كله ناتج السياسات والممارسات المعادية للإنسانية لتلك الأحزاب والسلطات التي نُصبت في الحكم وتمّ تسليم المجتمع بأيديها.

لذلك نحن من زاوية الاحساس بالمسؤولية تجاه الموت الجماعي للاجئين وتلك الكوارث التي تهزّ وجداننا بشكل يومي، نوجه إليكم هذه الرسالة حيث من المقرر أن تجتمعوا مرة أخرى حول أزمة اللجوء يوم 14/9. ونطالبكم أن تتعاملوا مع أزمة اللاجئين بوصفها مسؤولية سياسية وانسانية كبرى، وأن تقوموا بالخطوات اللازمة لتحقيق النقاط التالية:

1- فتح الحدود أمام اللاجئين لإنقاذهم من مخاطر ومآسي الموت مع حمايتهم من أية اعتداءات عنصرية وفاشية.

2- إن التصدي لظاهرة موجات النزوح والهجرة مرهون قبل كل شيء بإنهاء الحرب وإيقاف التدخلات العسكرية وعسكرتارية أمريكا والغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، وتدخلات الحكومات والقوى والسلطات المنقسمة بين هاتين الجبهتين. من الضروري أن تتخلى دول أوربا والغرب عن سياسة التدخل ودعم الجماعات والحكومات القمعية التي عرّضت مجتمعات المنطقة للحرب والفوضى الاجتماعية والاضطراب والمجاعة.

3- عدم الاكتفاء بانتقاد وإدانة الحكومات التي تعاونت مع داعش، خصوصاً حكومتي تركيا والسعودية، بل يجب أن تتحمل نتائج مسؤوليتها عن دعمها العسكري والمالي الذي قدمته لداعش، وأن تخضع للمسائلة بهذا الصدد.

4- تفعيل دور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في البلدان التي تواجه الآن الحرب والصراعات السياسية والاجتماعية لاستقبال النازحين واللاجئين واجبار الحكومات الأوربية عن هذا الطريق على الاعتراف بحقوق اللاجئين ومساعدة النازحين.

5- اتخاذ خطوات عاجلة، عن طريق منظمات المجتمع المدني ومنظمات اللاجئين، لتقديم المساعدات الصحية والغذائية والألبسة وتأمين أماكن ملائمة للسكن وضمان السلامة لكافة النازحين والمشردين الذين أقتلعوا من أماكن معيشتهم بسبب حرب داعش والقوى الميليشية والقاعدة، بغض النظر عن الدين والعرق.

6- تقديم الامكانيات والمستلزمات المناسبة بشكل مخطط لغرض استقرار اللاجئين والمهاجرين بأسرع وقت ممكن في المجتمعات التي يلجأون إليها، وتمتعهم بكافة المستلزمات الفردية والاجتماعية والاقتصادية على نحو متساوٍ.

7- مساندة الحركات والمنظمات والجمعيات التي تعمل على اقامة نظام علماني وحرّ في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

8- على الحكومات الأوربية ابداء المسؤولية وبشكل متساوٍ تجاه تحقيق هذه المطالب.

الاتحاد العام للاجئين العراقيين

10-9-2015

شاهد أيضاً

أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك

أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك (يقصد أوروبا)، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *